الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

كن مستعداً.. أساس لوضع المناهج الكشفية بقلم/ هشام عبد السلام موسى


كن مستعداً.. أساس لوضع المناهج الكشفية
بقلم/ هشام عبد السلام موسى
سألت يوما أستاذنا الكبير المرحوم القائد/ عزيز بكير: ماذا تعني عبارة (كن مستعداً) بالنسبة لك؟ فقال: الحقيقة أن هذه المقولة قبل أن تكون شعاراً لمرحلة من المراحل الكشفية: فإنها تمثل اتجاهاً سلوكياً للحركة
الكشفية تسعي إلى غرسه في المنتمين إليها وتعويدهم على تطبيقه وممارسته. وأضاف: أذكر فيما مضي أنني زرت فرقة كشفية، فوجدت القائد يلقن كشافية كلمة (كن مستعداً) من خلال محاضرة، فقمت بتوجيه القائد بأن ذلك غير جائز. أتعرف لماذا؟ لأن (كن مستعداً) لا تلقن من خلال محاضرة بل يجب أن تمارس، فأنا أعتبر أن شعار (كن مستعدا) هو أساس لوضع المناهج الكشفية.
فلو نظرنا إلى مجتمعاتنا العربية لوجدناها تتطور تطوراً سريعاً خلال الحقبة الأخيرة لذا وجب علينا أن تكون مناهجنا الكشفية ملبية لاحتياجات هذا المجتمع ومعبرة عن واقعة، وهذا هو الشئ الذي يجب أن نكون مستعدين له.
ففي بيئة شاطئية يحتاج كشافوها لتعلم فنون السباحة والغطس، وإنقاذ الغرقي، ليكونوا مستعدين للقيام بتلك المهام إذا دعت الضرورة لذلك.
وفي بيئة صحراوية جدباء تجتاحها دوامات الأتربة والرمال، فإن كشافيها في حاجة إلى دراسة أنواع الأشجار الملائمة لتلك البيئة وسبل العناية بها ليكونوا مستعدين للقيام بحملات التشجير والزراعة لتحسين بيئتهم وتنقيتها من عوامل التلوث، وفي بيئة جبلية فإن كشافيها في حاجة للتدريب على التسلق، ودراسة التضاريس والتكوينات الصخرية والطبقية والنباتات الجبلية والأشجار، وفي بيئة زراعية فإن الكشافين في حاجة لدراسة التربة، والآفات الزراعية وكيفية مواجهتها، وطرق الري وأساليبها، وهذا ما ينطبق على سائر البيئات، فلا بد من اختيار ما يناسبها من الأنشطة الكشفية.
وفي عالم اليوم الذي أصبح قرية صغيرة وأصبح الوصول إلى المعلومة أو الخبرة أيسر من سعي الإنسان للحصول على شربة ماء؛ نجد أن الكشاف في حاجة لأن يكون مستعداً لاستقبال تلك المتغيرات والتطورات التكنولوجية والمعلوماتية.
فعبارة (كن مستعداً) رغم بساطتها إلا أنه لا يمكن لنا أن نمارسها إلا من خلال برامج وأنشطة تعبر عنها وتحققها، ومهمتها أن نعد أبناء الكشفية وندربهم ليكونوا مستعدين لمواجهة أي موقف من المواقف.


هناك تعليق واحد: