الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

ربيع الكشافة // شعر للقائد زهير شيخ تراب



دار الزمان بنا فافترّ نادينا=واستبشرت خيرا نشوى أمانينا
والروض من فرح هاجت نسائمه=والأرض من هَيَمٍ أهدت رياحينا
والدرب مسلكها من سندس نضر=والدّوح مزدهراً أضحى بسات
والجلنار وقد هبت خمائله=والأقحوان ترامى في مغانينا
والغصن في ميس أهدى براعمه=والطير مبتهجا غنى أغانينا
والفجر منبثقا شاعت بشائره=والنور مضواءً , يغزو مرامينا
والورد في جنبات الشام محتفل=والسهل مفروش فلاً ونسرينا
والعنفوان وقد فارت شمائله=أحيا الفتوة في أرجاء نادينا


والنبع من بردى يحفى بصحبتنا=يوم التلاقي وهل ينسى تلاقينا
خلوا الخيام كما كانت مشرعة=عدنا وما أحلى عود المحبّينا
خلوا السواري للأعلام سامقة=خلوا الحبال وقد أغفت بأيدينا
هذي المواقد قد عادت لصلوتها=يا للقدور إذا أسخت ستعطينا
تلك البروج التي شدنا معانيها=منها استقينا فأعلينا مبادينا

والنار في سمر ٍ أزكت محبتنا=من شعلة المجد كم زانت ليالينا
يا جوقةً غَنَّتْ ألحانَ عزتنا=واستنفرت فخراً أحلى الترانينا
نحن الذين إذا هبوا لمأثرة=نلقى الصعاب ولا نخشى الردى فينا
نحن الأباة وكم جالت مواكبنا=يوم الفخار وكم ذلت أعادينا
كم من أياد ٍ لنا بيضاء ناصعة=نأسو ونسعف ملهوفا ومسكينا

في الأربعين وكان الناس في ضنك=هبت طلائعنا تحمي أهالينا

حتى جلت عنا من بعد خزيتها=جند الفرنجة وازدانت روابينا
هذي المواكب والأرتال أعرفها=قبل الجلاء وقد أهدت قرابينا
هذي البيارق والرايات تردفها=أفواجنا تترى , تشدو الألاحينا
عرس الشآم وهل في الشام من فرح=من مثل نيسان يستحلي قوافينا

لا غرو أنّ بني الكشاف قد رجعوا=من ابن عشرٍ إلى خمسٍ وتسعينا
فالعهد مذ رفعوا أوراق زنبقة=يوحي بمكرمة تبقى لتحيينا
واليوم ها عدنا كالصيف في ألقٍ=بعد الربيع وقد كنا كوانينا
يا أمتي ابتهجي بالفتية النجب=تلك الدماء التي تروي الشرايينا
عدنا ألا افتخري واسترجعي زمنا=أعوامه جعلت منا نياشينا
žواستذكري حباً من أسـسوا وبــنــوا=من أوقدوا شُـعلاً , للحق تهــدينا
لو رحت أذكرهم فردا لما وسعت=أسماؤهم كتباً , صارت دواوينا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق