قراءة وتحليل/ هشام
عبد السلام موسى
لم يعد بالإمكان
معايشة الواقع الحياتي إلا من خلال وضع أهداف لكل ما نقوم به أو لكل ما نزمع أن نقوم
به، ولم يعد الأمر قاصرا على الجوانب الوظيفية والعملية في حياتنا بل أصبح وضع الأهداف
ضرورة حياتية يعيشها كل منا، وأحاول في هذه السطور أن أبين أهم الخطوات الواجب على
كل منا اتخاذها لتحقيق أهدافه واتخاذ قراراته، فتعالوا معي في هذه القراءة وهذا التحليل.
وفي هذا تقول الكاتبة سوزان هيثفيلد: لا تدع أهدافك وقراراتك تنتظر على هامش أيامك،
فالفرص التي تمنحك إياها الحياة هي التي تمكنك من تحقيق أحلامك التي تحب، ولذلك خطوات
ست عليك العمل على تحقيقها:
أولا - عزز رغبتك
في تحقيق الهدف:
يقول نابليون هيل
في كتابه (فكر وحقق مزيداً من الثروة): "إن نقطة البداية لجميع الإنجازات هي الرغبة".
تذكر هذا دائماً، فالرغبات الضعيفة تولد نتائج ضعيفة، تماماً كما أن كمية صغيرة من
النار تعطي كمية قليلة من الحرارة"؛ إذاً الخطوة الأولى في وضع الأهداف وتحقيق
الأحلام هي أن تكون راغباً فعلاً وبشدة في تحقيق هذا الحلم.
ثانيا - تخيل نفسك
بعد أن تحقق هدفك:
يقول الباحث لي أياكوكا:
"إن أعظم اكتشاف قام به جيلنا هو أن الإنسان يمكنه أن يغير حياته من خلال تغيير
آرائهم" فللتساءل كيف ستبدو أهدافك عندما تصل إليها وتحققها؟، وكيف سيتغير مسار
حياتك نتيجة لذلك؟، ويوصي بعض الباحثين في شؤون وضع الأهداف وتحقيقها أن تبقي صورة
الهدف ماثلة أمامك دائماً لتتذكرها كل يوم.
ثالثا - ضع خطة لتنفيذ
المسار الذي ستسلكه لتحقيق هدفك:
اصنع خطوات عمل لتتبعها،
حدد مساراً هاماً، فهو الذي سيحدد الإنجازات الرئيسية المطلوبة منك في طريقك نحو الهدف،
وإن أهم الخطوات "الهدفية" إن صح التعبير، هي أن يصبح الهدف حقيقة، يقول
ستيفن كوفي: "كل الأشياء تصنع مرتين" الصناعة الأولى هي الصناعة الفكرية،
والثانية هي الصناعة المادية، وعليك أن تتأكد من أن النسخة الأولية -الصناعة الأولى-
هي ما تريده فعلاً، والمحور الذي تدور حوله جميع الأفكار الثانوية، ثم تبدأ بعد ذلك
في وضع لبنات البناء. وعليك في كل يوم تعمل فيه في إنجاز البناء؛ أن تسترجع صورة النسخة
الأولية، فدعها دائما ماثلة أمام ناظريك، ومن خلالها ضع الخطوات التي تنفذها في يومك.
رابعا - التزم بتنفيذ
الهدف من خلال كتابته واضحا:
يقول لي أكوكا:
"إن عادة كتابة شيء على الورق هو الخطوة الأولى لإنجازه". وفي الحقيقة هذا
صحيح تماماً، إن كتابة الهدف والخطة والبرنامج الزمني للتنفيذ؛ تضع الأحداث ضمن إطار
من الحركة المستمرة، يمكن أن لا تتم بطريقة أخرى غيرها.
خامسا - خصص وقتاً
لتقييم عملك وفق الجدول الزمني لتحقيق الهدف:
مهما يكن جدولك الزمني،
سواء كان قائمة بالخطوات مكتوبة باليد، أو كان مخططاً إلكترونياً، أو إذا شعرت أنك
لا تحرز تقدماً أو أنك تقف في منتصف الطريق، فلا تدع تفاؤلك المطلق يحولك إلى الأوهام،
ويبعدك عن تحقيق هدفك، فعندما تتوقف عن تقييم أدائك؛ يصبح تفكيرك الإيجابي غير مجدى،
وعند ذاك تكون في حاجة لمعرفة أسباب عدم تمكنك من إحراز تقدم، فقد يكون السبب: تبنيك
لنظرة تشاؤمية مؤقته، أو شيء ما سيء قد يحدث أو أنه يحدث الآن بالفعل، فتأمل جميع العوامل
التي تحول بينك وبين التقدم في مسيرتك نحو الهدف، وضع خطة للتغلب على هذه العوامل،
وأضف هذه الخطوات إلى المخطط الزمني، واجعلها جزءًا من خطة التنفيذ.
سادسا - راجع الصورة
العامة لتقدمك بانتظام:
تأكد من أنك تحرز
تقدماً، إذا لم تكن تحرز تقدماً تحر السبب، راقب المعطيات، انشد دعماً من أصدقائك أو
من أشخاص مخلصين، وحلل أسباب عدم وصولك للهدف المرسوم، ووافعل أي شيء، ولكن لا تدع
الهدف يتلاشى أمام عينيك، استخرج من الصورة التي تتشكل أمامك ما تحتاجه كي تتمكن من
إنجاز الهدف، بالرغم من البساطة التي قد تبدو عليها هذه الخطوات الست إلا انك مع إتباعها
ستجدها من أقوى الخطوات التي تؤهلك لتنفيذ الأهداف التي وضعتها.
بالتوفيق ان شاء اللة
ردحذفاهلا بك وبمشاركاتك
حذفممتاز
ردحذف