الأحد، 22 نوفمبر 2015

قصتي مع طابع بريد كشفي (الحلقة الثالثة)


أول فرقة كشفية عمانية
بقلم/ هشام عبد السلام موسى
مع بداية عملي في الكشافة العمانية عام 1990م، كان التاريخ المنشور حول نشأة الكشافة العمانية هو عام 1948م بالمدرسة السعيدية بمسقط، لكن مع بحثي المطول لم أجد أي وثيقة أو شهادة تؤكد ذلك التاريخ أو تثبته، حتى كان ذات يوم عام 1991م ذهبت مع سعادة داوود الزدجالي- الأمين العام للهيئة القومية للكشافة والمرشدات آنذاك في زيارة إلى صاحب السمو المرحوم السيد/ ثويني بن شهاب- الممثل الخاص لجلالة السلطان ورئيس الهيئة القومية للكشافة والمرشدات آنذاك، وأحد الرواد المؤسسين للكشافة في السلطنة، فسألته عن مدى دقة التاريخ المنشور، فقال: في الحقيقة أن بدايات الكشافة في السلطنة ترجع إلى عام 1932م حيث تأسست أول فرقة كشفي في مدرسة كانت تدعى المدرسة السلطانية، فقلت
لسموه: ولكن نبقى أيضا في حاجة لما يؤكد هذا التاريخ، فقال: هناك صورة للفرقة الأولى توجد لدى شخص يسمى علي بن جبر الجابري، وكان عضوا في تلك الفرقة وأعتقد أنه الوحيد من بين أعضاء تلك الفرقة الذي لازال على قيد الحياة فابحثوا عنه، وانظروا ماذا لديه، كما أنني أعتقد أن المدرسة السلطانية لازال مبناها موجود في حي مطرح بمسقط القديمة بإمكانكم أن تصوروها..
خرجنا من لدى صاحب السمو ونحن يحدونا الأمل في أننا قد أمسكنا بطرف خيط، وفي عصر ذلك اليوم توجهت أنا وسعادة داوود الزدجالي إلى حي مطرح للبحث عن المدرسة التي أشار لها سموه ونحن نحمل الكاميرات لتوثيق هذا المكان، وقد أعيانا البحث فلم نستدل على المكان، فلجأنا لأحد الشيوخ بالمنطقة نسأله، فقال: ها هي أمامكم لو أبكرتم وجئتم في الصباح لأدركتموها قبل أن تقوم الجرافات بهدمها، وكان مبنى من الطين على طابقين.. أسقط في يدنا ولم يكن لنا حيلة..
ثم قام سعادة داوود الزدجالي بإجراء اتصالات مكثفة للبحث عن الشيخ/ علي بن جبر الجابري، حتى استطاع من احد أفراد قبيلته أن يتوصل إلى تليفونه وعنوانه، فتواصلنا معه، وقمنا بزيارته مباشرة في بيته في مسقط، وكان شيخا كبيرا طاعن في السن استقبلنا بحفاوة، وسألناه عن الصورة، فأحضرها لنا، وأخذت أدون منه أسماء من هم في الصورة، وأخذنا منه الصورة لننسخ منها نسخة وهي المتداولة الآن في الأوساط الكشفية، غير أنه لم يستطع تذكر اسمين من بين المتواجدين في الصورة، وقمت بعد ذلك بتكبير الصورة بعدة نسخ، أهدينا إحداها للشيخ علي الذي فرح بها كثيرا، كما عدنا إلى صاحب السمو السيد ثويني، الذي سعد بالصورة وتذكر الاسمين الذين أغفلهما الشيخ علي، وبذلك أصبح لدينا وثيقة وشهود حول تاريخ نشأة الكشافة العمانية أنه عام 1932، وليس عام 1948، ووجه السيد ثويني بضرورة نشرهذا التاريخ في كافة وسائل الإعلام، واقترحت أن يصدر طابع بريد تذكاري يخلد هذه المناسبة والتي كانت توافق حينها مرور 60 عاما على نشأة الكشافة العمانية فاستحسنوا الفكرة، وقمت بوضع تصميم مقترح للطابع الموجود في الصورة، وكان سعادة داوود الزدجالي تربطه علاقة صداقة مع معالي أحمد بن سويدان البلوشي وزير البريد والبرق والهاتف آنذاك، فتمت محادثته بالأمر وتوجيه مذكرة له بالموضوع والتصميم، فوافق على إصدار الطابع، وتم عمل بطاقة تذكارية له مرفقة مع مغلف اليوم الأول للإصدار تحمل صورة الفرقة الأولى وأسماء الأشخاص المتواجدين فيها، كتوثيق رسمي لهذا الحدث والتاريخ الكشفي.
وانتظروني في الحلقة الرابعة مع قصة جديدة لطابع كشفي جديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق