هذه القصة سمعتها من والدي الذي كان يومها في صفوف موسيقا الجيش السوري وعلى معرفة شخصية بأبطال هذه القصة من راويها الى اشخاصها وقد عثر على هذه المقالة التي توثق لها:قصة تلحين النشيد السوري على لسان الاديبة كوليت خوري :حماة الديار
نشيد كلما استمعنا إليه حل برداً وسلاماً على أكبادنا .
في موسيقاه نبع من الحماسة لا ينضب. وفي كلماته خلاصة لتاريخنا العريق وحاضرنا المليء بالنضال، هو عنوان الجلاء ورمز الاستقلال. عزف لأول مرة كنشيد وطني رسمي لسورية صبيحةالسابع عشر من نيسان عام 1946م يوم الجلاء الكبير.ما هي حكاية هذا النشيد؟ وكيف تم اختياره نشيداً وطنياً لسورية؟هذه الحكاية روتها الأديبة الكبيرة كوليت خوري التي سمعتها من أصحابها الأصليين . وهما الأخوان أحمد ومحمد فليفل ملحنا النشيد:بدأت الحكاية باختيار القصيدة التي سوف تتحول الى نشيد وطني ولم يكن هنا أي مشكلة حول ذلك فقد كان هناك اتفاق على اختيار قصيدة الشاعر خليل مردم «حماة الديار»، وخليل مردم شاعر سوري ولد في أواخر القرن التاسع عشر وعايش نهاية العهد العثماني والاحتلال الفرنسي لسورية.... وكتب الكثير من القصائد الوطنية التي تحدثت عن نضال شعبنا في سبيل الاستقلال.
أما الحكاية الحقيقية.. فكانت عند تلحين القصيدة فقد أعلنت الحكومة السورية عن مسابقة لتلحين قصيدة «حماة الديار» كان ذلك عام 1938، وكان هاشم الأتاسي رئيساً للجمهورية. وتقدم لتلحين القصيدة نحو ستين موسيقياً منهم ملحنون معروفون مثل أحمد الأوبري.وكان من جملة المتقدمين الموسيقيين الأخوان أحمد ومحمد فليفل من بيروت، وشكلت لجنة لاختيار اللحن الأفضل ولما تقدم الأخوان فليفل، رفضت اللجنة حتى مجرد استقبالهما والاستماع إلى لحنهما، فذهب الأخوان إلى فارس الخوري الذي كان رئيساً لمجلس النواب آنذاك، وشكوا عدم استقبال اللجنة لهما فطلب سماع النشيد فوجد لحنه جميلاً ولم يشأ التدخل في عمل اللجنة فطلب من الأخوين فليفل تعليم النشيد لطلاب المدارس، حتى يحين وقت اختيار النشيد.نفذ الأخوان طلب فارس الخوري، وانتشر النشيد انتشاراً واسعاً، ليس كنشيد رسمي، وإنما كنشيد وطني عادي إلى جانب أناشيد الأخوين فليفل الأخرى مثل أناشيد «بلاد العرب أوطاني»، «في سبيل المجد»، «موطني»، «نحن الشباب» ....
ولم يتم البت في أمر النشيد السوري، حتى انعقاد اجتماع سان فرانسيسكو الذي بحث استقلال سورية، ومثل سورية فيه فارس الخوري، وكان معه قسطنطين زريق الوزير المفوض لسورية في الولايات المتحدة ورفيق العشا الذي كان قنصلاً لسورية هناك.
في ذاك الاجتماع تم إقرار حق سورية في الاستقلال، ومن هناك أعلن فارس الخوري أن النشيد الوطني الرسمي لسورية سيكون «حماة الديار» للحن الأخوين فليفل.
وأثناء العرض العسكري الذي أقيم احتفالاً بالجلاء لجيشنا الفتي عام 1946، كانت مكبرات الصوت تذيع النشيد الوطني بلحن الأخوين فليفل.
==
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق